إطلاق مشروع مديح ومحاضرة تعريفية بالمشروع، عمّان، 28 تشرين الثاني 2019
استضاف المعهد البريطاني للآثار في عمّان أول فعالية عامّة تعريفية بمناسبة الإطلاق الرسمي للمشروع وتخليداً لذكرى الدكتور أندريا دي سيلفا زيربيني
الترجمة إلى العربية: شذى مبيضين
تم إطلاق مشروع مديح: “مسح لقواعد بيانات الإرث الثقافي الرقمي في الأردن” رسمياً يوم الإثنين 28 تشرين الثاني 2019 في قاعة محاضرات المعهد البريطاني للآثار في عمان وقد تم بثه مباشرة عبر صفحة الفيسبوك الرسمية لمجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام. بدأت الفعالية بذكر الدكتور أندريا دي سيلفا زيربيني من قبل الدكتور روبيرت بيولي والدكتورة كارول بالمر، إذ عمل الدكتور أندريا مساعداً لمدير المعهد البريطاني للآثار وهو خبير أنظمة معلومات جغرافية في مشروع إيمينا والقوة الدافعة وراء وجود مشروع مديح، وقد توفي هذا العام
وافتتح الدكتور بلعاوي المحاضرة بتكريم وذكر للدكتور أندريا كمحرك وقوة دافعة في مشروع مديح، وتتبع بعدها الخطوات الأولى في صياغة مشروع مديح من ورشة عمل منحة نيوتن الخالدي التي أقيمت في متحف الأردن في العام 2018 والتي أتاحت الفرصة للشركاء لصياغة فكرة المشروع والتفكير بحالة البنية التحتية الرقمية للتراث الثقافي في الأردن
وأضاف الدكتور بلعاوي بأن الأردن يتمتع بإرث حضاري ذو طابع فريد وغني بالمواقع والقطع الأثرية والتراث الحضاري البشري المميز إلا أن هذا التنوع والتعدد الثقافي يزيد الأعباء ويشكل تحدياً لدى المؤسسات المعنية في حمايته وإدارته ونقله للأجيال القادمة
لذلك فإن ظهور وزيادة مشاريع الأتمتة في الأردن يساهم في تقديم منهجيات جديدة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بتقديم هذا الإرث والتفاعل معه، ويسهل الوصول إليه من قبل المهتمين والباحثين، مما جعل الأتمتة عنصرًا رئيسيًا في العديد من التخصصات المعنية بإدارة وتعزيز الموارد الثقافية
ومع ذلك، في هذه المرحلة الزمنية، أدى انتشار مشاريع الأتمتة إلى وجود قدر كبير من البيانات الرقمية التي لم يتم إتاحتها عبر الإنترنت من قبل الباحثين والمهنيين العاملين في قطاع الإرث الثقافي الأردني وهذا النقص في إمكانية الوصول للبيانات والوعي بمشروعات الأتمتة يعد هدراً للجهود عند تكرار مشروعات الأتمتة المماثلة مراراً وتكراراً
لذلك سيقوم مشروع (مديح) بالعمل على إنشاء فهرس وطني لمشاريع الأرشفة الإلكترونية وقواعد البيانات سابقاً وحالياً المتعلقة بالتراث الثقافي الأردني مما سيتيح تحديد نطاق المراحل المستقبلية لمثل هذه المشاريع ويحد في النهاية من تكرار مشاريع مماثلة. ونظرًا لأن هذا الفهرس سيكون متاحًا على الإنترنت، فهو يعد معززاً لصورة التراث الثقافي الأردني على الإنترنت كما سيساهم في زيادة إمكانية وصول هذه المعلومات إلى صانعي القرار الحكوميين والباحثين وعامة الجمهور. ومن الممكن أن يتم في المراحل المستقبلية المحتملة لمشروع مديح إنشاء مركز وطني أردني لدراسات التراث الثقافي الرقمي في الأردن
لاحقاً تناول الدكتور سميثيز الوضع العالمي الحالي للتقنيات الرقمية في مجالي العلوم الإنسانية والتراث الثقافي على وجه الخصوص، إذ نتج عن انتشار مشاريع الأتمتة للتراث الثقافي تحسن في معايير الجودة بسبب سهولة الوصول إلى هذه المعلومات. في أستراليا وكذلك في المملكة المتحدة، يتجه النظر الآن إلى مرحلة تطوير الأرشفة الرقمية وإعادة ضبط المعايير للسماح ببنية تحتية عالمية أكثر فاعلية لإستدامة العلوم الإنسانية الرقمية، وتبين التحليلات الأولية لتضاريس التراث الرقمي الأردني انفصال عمل الباحثين الذين ينتجون مجموعات البيانات المستهدفة واحتياجات المؤسسات الرسمية العاملة في هذا القطاع
يتلاءم مشروع مديح تمامًا مع هذا الإتجاه العالمي حيث تم تصميمه كأداة لتحديد نطاق وعدد ونوعية وسهولة الوصول إلى مجموعات البيانات المتعلقة بالإرث الثقافي الأردني والبناء على هذه النتائج. ستتم مواءمة جميع التحليلات الناتجة عن مشروع مديح مع الاستراتيجيات الحكومية المتعلقة ليس فقط بإدارة التراث الثقافي ، ولكن أيضًا بالاستراتيجيات الاقتصادية الأردنية
كما سيتم نشر هذه النتائج من خلال تقريرين فني لوصف وتحليل أنواع مجموعات البيانات التي يتم إيجادها وتوثيقها أثناء مدة المشروع بالإضافة إلى تقديم توصيات تتعلق بالبنية التحتية الرقمية للإرث الثقافي في الأردن، وقانوني يتضمن تقييم الوضع الحالي والسياسات والاستراتيجيات المتعلقة بمصادر البيانات المفتوحة مع اقتراحات بشأن تعزيز الاستراتيجيات الوطنية للتراث الثقافي الرقمي في الأردن
من المتوقع أن يكون الناتج الفني للمرحلة الأولى، أرشيف وطني نموذجي متاح عبر الإنترنت، مما يستوجب بناء مجتمع من الباحثين والمهنيين والتقنيين وعامة الناس لفهم احتياجاتهم، لهذا السبب يتم إقامة مثل هذه الفعاليات و ورش العمل مستقبلاً في شهر نيسان في الجامعة الهاشمية والفعالية الختامية للمشروع في شهر كانون الأول بالتزامن مع الهاكاثون وبالتنسيق مع الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح، إذ سيتم دعوة مهندسي البرمجيات للعمل على مصادر البيانات والمحتوى الرقمي الذي يتم جمعه خلال مشروع مديح لبناء منتجات وأنظمة رقمية تساهم في خدمة أهداف المشروع
وأعقب المحاضرة التعريفية فقرة أسئلة وأجوبة من قبل الحضور والفريق، كما كانت موضوع مقال في جريدة جوردن تايمز من قبل السيد صائب الرواشدة
